الأربعاء، 21 مايو 2014

نظام التعليم في الكويت ... إلى أين


images




إلى كل من يهمه الأمر ... بعد التحية

لا يخفى عليكم جميعاً بأن التعليم مهم ليس فقط على المستوى الشخصي لأفراد المجتمع بل للدولة بكل مقوماتها ومن أهمها الاقتصاد. خبراء الاقتصاد والتعليم أجمعوا على العلاقة الايجابية بين الاقتصاد و التعليم بحيث كلما كان التعليم ذو جوده عالية وقوي من حيث مخرجاته كلما كان الاقتصاد قوي في الدولة .

كما لا يخفى عليك عزيزي القارئ بأن جزء من حل المشكلة أو الإصلاح في أي نظام يكون من خلال المشاركة الفعالة للمجتمع سواء أفراد أو مؤسسات، لذلك  أصبح لزاماً علينا الإشارة لعدة مسائل مهمة في الشأن التعليمي في الكويت لم لها من تأثير مباشر على تحسين جودة ومخرجات التعليم على الأقل في مدارس التعليم العام الحكومية.

كما أنناً نعلم بأن التعليم منظومة ليست بالسهلة وذلك لأن التعليم معني بالتعلم الذي يحدث تغير في السلوك. لذلك فإن المؤسسات التعليمية، وتحديداً المدارس، تعتبر حاضنات للثقافة في المجتمع مما يجعل لها تأثير مباشر على فكر وسلوك أفراد المجتمع فكلما كنت الثقافة راقية أصبح فكر وسلوك الأفراد في المجتمع راقياً.

وبكل صراحة أقولها للكل بأن نظام التعليم في الكويت تقليدي ولا يلبي الطموح بل أن نظام التعليم وتحديداً في مدارس التعليم العام الحكومية يعتبر تعليم غير جيد بل أن مخرجاته متدنية كنتيجة لنظام تعليم تقليدي ذو جودة متدنية. ومن هنا يأتي في ذهني مقولة الدكتور أحمد الربعي ( رحمة الله عليه ) حيث أشار للخلل في نظام التعليم وهو أن "الهرم التعليمي مقلوب". هذه العبارة فعلاً صحيحة من الناحية العملية و العلمية إبتدأً من التخطيط إلى الممارسات وانتهاء ً بمخرجات التعليم.

اليوم لا أستثني أحد من الانتقاد بما فيها القيادات في المدارس إلى الإدارات التعليمية وكذلك في قطاعات التعليم في وزارة التربية بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التعليمية في مجلس الأمة. لذلك نحن جميعاً كمواطنين كويتيون وكذلك كمتخصصين في التربية والتعليم وكأولياء أمور طلبة يتعلمون في المدارس الحكومية لنا الحق بأن نعرف إلى أين سينتهي التعليم بأبنائنا وكيف سيكون شكل أجيال المستقبل كأحد أهم المقومات الأساسية في الدولة  للنهوض بعجلة التنمية ولتحقيق مزيد من التقدم و الازدهار في دولة الكويت .

هنا بعض العناصر المهمة محل التساؤل وهي عبارة عن مواضع الخلل في منظومة التعليم العام في دولة الكويت، وأهمها التالي :

أولاً : من خلال ما تم نشره في وسائل الإعلام وصرح به قيادات وزارة التربية في دولة الكويت حول موضوع مشاركة عينة من طلبة مدارس التعليم العام الحكومية في الاختبارات المعيارية العالمية مثل ( بيزة ، تيمز ، بيرلز ). لذلك سألت نفسي عدة مرات ولم أجد الإجابة المرضية، ولكن أتمنى أن يجاوب عليها قيادات وزارة التربية خصوصاً وأن وزارة التربية تتعامل مع هذه المعلومات وكأنها معلومات سرية لها علاقة بأمن الدولة أو استثماراتها أو الاحتياطيات المستقبلية للدولة. علماً بأن هذه المعلومات لها علاقة بنظام ومستوى التعليم لذلك من المفترض أن تكون منشورة للعامة من أفراد الشعب الكويتي للوقوف على أوجه القصور المؤدية لأسباب تدني مستوى التعليم ومخرجاته في دولة الكويت، ما عدا ذلك فأنني أرى أنها تستر من أجل الحفاظ على كراسي البعض منهم. لذلك يحب عليهم جميعاً بوزارة التربية أن يدركوا حجم وأهمية وتأثير هذه الأسئلة :

(أ) ما هو الترتيب النهائي لدولة الكويت فيما يتعلق بالمجالات التعليمية كالمهارات المعرفية والتحصيل التعليمي في مدارس التعليم العام الحكومية؟
(ب) ما هو ترتيب دولة الكويت في هذه الاختبارات فيما يتعلق بمؤشرات القراءة والرياضيات و العلوم لقياس مجال المهارات المعرفية في مدارس التعليم العام الحكومية؟
(ج) ما هو ترتيب دولة الكويت في هذه الاختبارات فيما يتعلق بمعدلات التخرج وكذلك القراءة و الكتابة كمؤشرات لقياس مجال التحصيل التعليمي في مدارس التعليم العام الحكومية؟

ثانياً: المناهج في مدارس التعليم العام الحكومية: نحن نسمع كثيرا بتطوير المناهج ولكن هل هذه المناهج فعلا تلبي احتياجات الدولة بحيث تتناسب مع أهداف خطط التطوير أو الإصلاح للمدارس في التعليم العام الحكومي في الكويت؟ الكل يعرف خصوصاً المتخصصين في المجال التربوي و التعليمي بأن مناهجنا لا تتماشى مع الأسس العلمية الصحيحة لبناء وتطوير المناهج بل أننا لا نرى ما إذا كانت المناهج فعلا تحتوي على المركبات وعناصرها الأساسية للمنهج! لذلك سأوجه الأسئلة التاليه:

1- هل المناهج الحالية تحتوي علي المركبات والعناصر المتبعة في تصميم أي منهج تعليمي؟
2- ما هي المركبات وما هي عناصرها لكل منهج لدى وزارة التربية؟
3- هل المناهج التي وضعت تتوافق مع المعايير العالمية؟
4- هل تم وضع معايير وطنية للتعليم لكي يتم تصميم مناهج تحقق الأهداف التعليمية لدولة الكويت وبحيث تكون مرتبطة مباشرة بهذه المعايير الوطنية للإنتقال بمستوى نظام تعليمنا إلى العالمية؟
5- هل المناهج ترسخ الإبداع و الابتكار لكي يكون لدينا جيل مبدع ومبتكر قادر على حل المشكلات والإنجاز بأسلوب علمي صحيح؟

ثالثاً: مخرجات التعلم هي أحد أهم العوامل التي تشير إلى مستوى وجودة نظام التعليم في أي دولة. بكل اختصار وتوضيحا للقراء غير المتخصصين في التعليم إن "مخرجات التعليم هي نتائج دقيقة تشير إلى مدى تحقيق الأهداف التعليمية لكل منهج في أي مرحلة تعليمية. ومن هذا الباب أود أن أسأل قيادات وزارة التربية عدة أسئلة وذلك للتفكر والإجابة على الآتي:
1. ما هي مخرجات التعلم لكل منهج تعليمي في مدارس التعليم العام الحكومية؟
2. ما هي مخرجات التعلم لكل مرحلة تعليمية في مدارس التعليم العام الحكومية؟
3. ما هي مخرجات التعلم لكل المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى مرحلة الثاني عشر في مدارس التعليم العام الحكومية؟
4. ما هي الخطط الإستراتيجية لتحسين مخرجات التعليم لكل منهج ومرحلة تعليمية؟
5. كيف يتم قياس أداء المعلمين فيما يتعلق بتحقيق الأهداف التعليمية لكل منهج ومرحلة تعليمية؟
6. هل تم تحديد مستويات المدارس من حيث الأفضل إلى المتدنية للوقوف على الأسباب ووضع الحلول للارتقاء بالعملية التعليمية في مدارس التعليم العام الحكومية؟

رابعاً: انتشار ظاهرة الغياب عند الطلبة و المعلمين: وهذه مشكلة حقيقية في مدارسنا الحكومية، خصوصاً وان هناك علاقة إيجابية ما بين الحضور و التحصيل العلمي للطلبة، لذلك استغرب من أن وزارة التربية لا تتحرك لحل هذه المشكلة التي لها تأثير على التحصيل العلمي للطلبة بشكل مباشر. نعلم جميعنا بأن نسبة الغياب تزداد في المدارس خصوصاً خلال الأيام غير الاعتيادية قبل وبعد المناسبات الوطنية و الظروف المناخية مثل الغبار و البرد و المطر، لذلك على وزارة التربية أن تجيب على التساؤلات التاليه:

1- ما هي نسبة الغياب بشكل يومي وسنوي في مدارس التعليم العام الحكومية؟
2- ما هي الخطط التعليمية المستخدمة للتعامل مع زيادة غياب الطلبة في المدارس (وهنا أعنى كل ما هو ضمن المنظور التعليمي وليس القانوني فقط ) ؟
3- هل تم وضع نظام تعليمي بديل يتضمن استمرارية التعليم في حال غياب الطلبة أو المعلمين ؟

التعليم ليس فيه مجاملة إطلاقا، لذلك يجب على الحكومة أولا متمثلة في وزارة التربية ومن ثم اللجنة التعليمية في مجلس الأمة أن تعي بأن الشعب الكويتي الآن ليس كالسابق خصوصاً من الناحية العلمية و الثقافية فالأغلبية متعلم ولديه مؤهلات علمية لذلك يطمح بأن يرى أبناءه يتعلمون بأفضل نظام تعليمي يتوافق مع التطور العلمي و التعليمي العالمي في القرن الواحد والعشرين، بل يجب أن يكون نظام التعليم في الكويت يتوافق مع حجم الإنفاق المالي على التعليم في الدولة، فليس من الممكن قبول نظام تعليم تقليدي يؤدي إلى مخرجات متدنية في ظل الميزانية الكبيرة الموضوعه للتعليم في دولة الكويت.

أخيراً، أتمنى تعديل الهرم المقلوب في نظامنا التعليمي وإصلاح المدارس ومن ثم الحرص على استمرارية تحسين جودة التعليم ومخرجاته في دولة الكويت الحبيبة.

بقلم/ د. زيد الشمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

mestermohamadeid